روائع مختارة | قطوف إيمانية | أخلاق وآداب | علماء الأزهر‏...التحاق الطلاب العرب بالجامعات الإسرائيلية غير جائز شرعا

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > قطوف إيمانية > أخلاق وآداب > علماء الأزهر‏...التحاق الطلاب العرب بالجامعات الإسرائيلية غير جائز شرعا


  علماء الأزهر‏...التحاق الطلاب العرب بالجامعات الإسرائيلية غير جائز شرعا
     عدد مرات المشاهدة: 1701        عدد مرات الإرسال: 0

* التحاق الطلاب العرب بالجامعات الاسرائيلية في ظل إستمرار التعديات علي الاقصي:

ندد عدد من علماء الأزهر‏،‏ بالتحاق آلاف الطلاب العرب بالجامعات والمراكز البحثية الإسرائيلية‏،‏ وأكد العلماء أن تلقي العلم في دولة معادية للإسلام والسلام محرم شرعا‏، ويعد من الكبائر ويمثل إعترافا بكيان مغتصب لدولة عربية إسلامية وهي فلسطين، وأنه لا يجوز الذهاب إلي إسرائيل حتي ولو كان للتعليم، لأنها دولة تحتل بلاد المسلمين، ولا يوجد لديها من الكليات أو المعاهد العلمية ما ليس في غيرها من بلاد العالم، وطالبوا الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي بالتصدي لهذه الظاهرة التي كشفت عنها الصحف الإسرائيلية مؤخرا، وعدم الإعتراف بالشهادات العلمية الصادرة عنها.

ووصف الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار علماء الأزهر، هذا التصرف بالمشين ومحرم شرعا ولا يقبله عقل ولا منطق، وأن علي العرب أن يكونوا من أوائل الدول التي لا تعترف بهذه الجامعات حيث ان الإعتراف بالشهادات الصادرة عنها يعد إعترافا ضمنيا بالدولة المغتصبة للقدس، متسائلا: كيف يسمح هؤلاء لأنفسهم في تلقي العلم في دوله معاديه للإسلام والسلام ونري في كل يوم حوادث قتل وتدمير وتهجير الفلسطينيين من بيوتهم؟ كما طالب بالتصدي لهذه الظاهرة التي تمنح إسرائيل صفة رسمية هي الإعتراف بها.

ويقول الدكتور عبد الفتاح إدريس، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، إن تلقي العلم في دولة معادية للإسلام محرم شرعا، وطالب قادة هؤلاء الدول وأولياء أمورهم بضرورة التصدي لهذه الظاهرة التي تعتبر من الكبائر.

وأضاف: أن إنشاء علاقة طبيعية مع دولة معادية ومغتصبة لدوله عربية يمثل في ذاته معصية لله تعالي، لقوله تعالي: {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق يخرجون الرسول وإياكم أن تؤمنوا بالله ربكم إن كنتم خرجتم جهادا في سبيلي وابتغاء مرضاتي تسرون إليهم بالمودة وأنا أعلم بما أخفيتم وما أعلنتم ومن يفعله منكم فقد ضل سواء السبيل} [الممتحنة:1] والبر مع هؤلاء معصية معدودة من الكبائر ويضاف إلي ذلك أن الذي يتعامل معهم منهم لقوله: {ومن يتولهم منكم فإنه منهم} [المائدة:51].

وأكد إدريس أن موالاة هذا الكيان المغتصب الذي تلعنه كل نفس آمنة في الأرض فانه يكون مثل هذا الكيان المغتصب في معتقداته ودينه وتوجهه، ويستوجب نبذ الناس له ولوليه والحاكم الذي يحكمه كائنا من كان.

وطالب بضرورة تصدي الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي لهذه البدع وان يكون لهم موقف فاعل وان لا يعترفوا بهذه الشهادات التي تمنح لهؤلاء الطلاب التي يحصلون عليها من الكيان الصهيوني المغتصب.

من جانبه قال الدكتور محمد سعدي، الأستاذ بجامعة الأزهر، أن تلقي الطلاب العرب للعلم في معاهد الكيان المعتدي هو من التطبيع، والمؤسسات الدينية علي حرمة التطبيع، فالأزهر-علي سبيل المثال- رفض زيارة المسجد الأقصي، لأن فيها لون من التطبيع، ومجامع الفقه الإسلامي دعت الأمة الإسلامية والعربية إلي إيقاف التطبيع.

وأضاف أن هناك عواقب وخيمة وجملة المفاسد تترتب علي هذا التصرف، والعاقل الفطن لا يكون سببا لضرر أمته، ونذكر لهؤلاء الطلاب شيئا من هذه المفاسد التي تعود علي الأمة بسبب تصرفهم منها: أن هذا التصرف من الطلاب يعد خذلانا للمسلمين عامة ولأهل فلسطين خاصة، ورسول الله صلي الله عليه وسلم يقول: «المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه» ومنها أن هوية الأمة تذوب عند هؤلاء الدارسين، وينكسر عندهم الحاجز النفسي لأن هذا التصرف يعطي إنطباعا بأنه لا توجد مشكلة ما، وفي هذا وأد للقضية الفلسطينية الأمر الذي يعود بالضرر علي الأمة، ومنها أن هذا التصرف يفتح الباب علي مصراعيه أمام الناس ويرغبهم في التطبيع لتحقيق منافع، وطالب وزارات التعليم العربية بإستثمار حرص الطلاب العلم وتهيئة الأجواء المناسبة لهم، وإيجاد السبل الآمنة لتلقي العلم، وعليها أن تتيح للطلاب سبيل تسجيل مثل هذه الدراسات في جامعات لا تمثل خطرا علي الأمة، كما طالب الحكومات والهيئات بتحصين شباب الأمة عن طريق نشر التوعية اللازمة، وتحسين الجودة العلمية في الجامعات وهذا لن يتأتي إلا بزيادة مخصصات التعليم الجامعي وقبل الجامعي، وتوفير الأموال والإمكانيات لأعضاء التدريس للتفرغ للأبحاث العلمية والعمل علي الإرتقاء بالجامعة، وزيادة الإنفاق علي المجال العلمي.

وفي سياق متصل أكد الدكتور رمضان عبد الرازق مدير لجنة الإعلام بالأزهر، أنه لا يجوز الذهاب إلي إسرائيل حتي ولو كان للتعليم، لأن إسرائيل دولة تحتل بلاد المسلمين، ولا يوجد لديها من الكليات أو المعاهد العلمية ما ليس في غيرها، فالذي ننصح به العدول عن هذا والبحث عن مكان آخر للتعلم أولا في بلاد المسلمين فإن لم يوجد فليكن في بلاد غير المسلمين الذين لا يعادوننا ولا يحتلون أرضنا، مع وجوب المحافظة علي شرع الله عز وجل، في كل بلد نسافر إليها والحذر من الوقوع في الفتن، ولاسيما فتنة الدين بإلقاء الشبهات وفتنة النساء بسبب الشهوات، أما عن الإستعانة باليهود في أي عمل فينبغي أولا أن نفرق بين اليهودي والصهيوني، فالذين في إسرائيل صهاينة محتلون، أما الإستعانة أو التعلم من اليهود في أي بلد آخر فلا مانع من ذلك، أو التعاون معهم في أي بحث علمي فيجوز شرعا طالما أنهم لا يعادوننا، فيقول الله عز وجل: {لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم} [الممتحنة:8] أما الذين إغتصبوا أرضنا ودنسوا مقدساتنا وقتلوا الشيوخ والأطفال والنساء، ولم تبال تلك الدولة بالحرمات، فكيف لنا أن نسافر إليهم وأن نتعلم منهم، يقول الله عز وجل: {إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا علي إخراجكم أن تولوهم ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون} [الممتحنة:9] وأنادي علي هؤلاء الشباب بالعودة سريعا إلي بلادهم وليطلبوا العلم فيها، فكيف لعدو أن يعلمنا؟.

¤ الضرورات تبيح المحظورات:

من جانبه قال الدكتور فؤاد النادي، الأستاذ بكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، إن التعليم الموجود في إسرائيل متاح في أي بلد آخر غير إسرائيل، أما إذا كان هذا العلم والحصول عليه غير متاح إلا في إسرائيل وليس من شأنه أن يؤدي إلي الإضرار بالأمن القومي المصري والعربي والإسلامي فلا مناص من الإستفادة من هذه الخبرات، وأن الإسلام لم يحرم الإستفادة من العلوم الموجودة لدي البلاد غير الإسلامية، طالما أنها تؤدي إلي إستفادة العقول المصرية والعربية والإسلامية، وهناك مأثور شائع -اطلبوا العلم ولو في الصين- إذا كان لا يؤدي إلي الإضرار فلا يوجد ما يمنع، أما إذا كان متاحا في بلد آخر فما المانع أن نلجأ إلي بلد آخر، فلم يحرم الإسلام أن نستفيد من هذه الخبرات، وفي أيام الهجرة إستفاد النبي صلي الله عليه وسلم في الإستدلال علي الطرق والأودية المؤدية إلي يثرب -المدينة المنورة حاليا- بأحد اليهود الذي لديه خبرة بالطرق، ولكنه يهوديا أمينا، ولا يوجد في القرآن أو السنة أو سيرة الخلفاء الراشدين، ما يحول دون الإستفادة من تجارب الأمم الأخري طالما أنها لا تؤثر علي العقيدة الإسلامية وأمن الدولة الإسلامية.

تحقيق: حسني كمال وإبراهيم عمران.

المصدر: جريدة الأهرام اليومي.